• EL FADJR DU 14/12/13

    ردود الفعل المستنكرة لعمل تلفزيوني مشبوه حول الإقامات الجامعية تتوسع

    أحزاب، جمعيات وتنظيمات طلابية تندد باستهداف شرف الطالبات

     

      تواصلت أمس ردود الفعل المنددة بالحملة المغرضة والتشويه المتعمد الذي مس الطالبات المقيمات بالأحياء الجامعية، نهاية الأسبوع الفارط، عبر مادة تلفزيونية وصفها أهل الاختصاص بأنها تفتقد إلى المهنية، فقد استنكرت جمعيات وأحزاب وتنظيمات طلابية هذا الفعل، مشددة على محاسبة من كانوا وراءه وملاحقتهم قضائيا، خاصة بعد أن تسبب هذا العمل الموجه في إيقاف أولياء لبناتهم عن الدراسة.

    غليان في إقامتي 2000 سرير ونحاس نبيل بقسنطينة

    توقيف طالبات عن الدراسة وأخريات يردن اللجوء إلى العدالة

    جلت ”الفجر” صباح أمس، حالة غليان داخل عديد الإقامات الجامعية المتواجدة على مستوى عاصمة الشرق، حيث كانت زيارتنا إلى أحد أقدم الأحياء الجامعية بالجزائر نحاس نبيل بقلب المدينة، وكذا حي 2000 سرير بالجامعة المركزية قسنطينة 1 مناسبة للطالبات للتعبير عن استيائهن مما بث في قناة خاصة، معتبرين الربورتاج ”عارا على الصحافة وضربا   للموضوعية والمصداقية”.

    ورغم أن القائمين على شؤون الأمن منعونا من الدخول لمقابلة طالبات بحي نحاس نبيل المتواجد بحي قدور بومدوس بمحاذاة الجامعة الإسلامية، بحجة غياب المدير، إلا أن مقيمات سارعن إلى الالتحاق بنا خارج الحي لما علمنا أن الأمر يتعلق بوضعيتهن، حيث أكدت إحداهن أن هناك طالبات تم توقيفهن عن الدراسة من قبل أولياء يقيمون في مناطق نائية بولايتي ميلة وسكيكدة، وأن العديد من الطالبات المقيمات بقسنطينة صرن يفضلن عدم زيارة زميلات لهن بالحي بطلب من أوليائهن، وذلك بعد مشاهدة ما تم عرضه. واقترحت طالبة تدرس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر الاتصال بمحامين بغرض الاستفسار عن كيفية متابعة من أساؤوا للطالبة الجزائرية بالتعميم أمام الجهات القضائية المختصة. وقالت ”سمية. ح” إن ”ناك طالبات عفيفات وهن الكثيرات وحتى وإن وجدت طالبة أو طالبتين أو حتى 4 يقمن بتصرفات لا أخلاقية، فإن ما بث لا يشرف المهنة ويضرب الطالبة الجامعية في الصميم وأنه كان من الأجدر عدم التعميم وإبراز محاسن الإقامات وليس مساوئها فقط”، في حين أوضحت طالبة أخرى أن المسؤولين على مستوى الجامعات والأحياء مطالبون بالنظر في القضية والتعامل معها، خاصة وأن هناك طالبات لا يعرفن ما يحدث: ”أنا أدرس السنة الأولى بالجامعة الإسلامية ورأيت أشياء غريبة تحدث داخل الإقامة، ولكن هناك أشياء أخرى جميلة ونحن جئنا هنا للدراسة وعلى أجهزة الرقابة داخل الإقامة أن تقوم بواجباتها وتعاقب من ثبت في حقهن تجاوزات”. ومن جهتها أوضحت ”خديجة. م” طالبة من أم البواقي أن ما بث يعتبر ”إهانة للطالبات، خاصة عندما كتب في الشريط : طالبات علم أم طالبات هوى، فهذا العنوان غير لائق ومسيء ويعبر عن تدني مستوى الصحافة، وصراحة بعد الذي تم نشره أصبح الكثير ينظر إلى الطالبات الجامعيات نظرة ازدراء واحتقار وإهانة”. وقالت ”عبير. ك ”وهي طالبة غير مقيمة تقطن قسنطينة وعادة ما تزور صديقتها في حي نحاس نبيل، أن والدها أصبح يمنعها من زيارة صديقتها وولوج الحي، وهددها بالعقاب في حال العودة إلى هناك، موظفة المثل الشعبي القائل: ”راح المسلم في سبة المجرم” و”حبة طماطم فاسدة تفسد الصندوق كله”، وهو ما يعني، حسبها، أن ما نشر بعيد عن الموضوعية بالتعميم. وأجمعت طالبات بحي 2000 سنة أن السبب وراء ما يحدث في الإقامات الجامعية هو غياب الرقابة وصرامة المسؤولين، كما أن هناك تواطؤا بين مسؤولين وطالبات يسئن بتصرفاتهن للمقيمات، وهو ما أدى إلى بروز تجاوزات فتحت المجال للتعميم والإساءة للجميع. نشير أننا حاولنا الاتصال بمسؤولي الخدمات الجامعية وكذا مديري الحيين، إلا أننا لم نتمكن من بلوغ ذلك لغياب المسؤولين عن مكاتبهم أمس.

    التنظيمات الطلابية تعلن النفير العام بسطيف وتتوعد

    ”سيكون تصعيد ضد المهزلة التي شوهت صورة الطالبة الجزائرية”

    أعلنت التنظيمات الطلابية بجامعة سطيف النفير العام، وهي في مرحلة تخطيط وتنظيم لإعلانها التصعيد تجاه ما وصفته بـ”المهازل الإعلامية” التي باتت تروج لصور مشوهة للطالبة الجزائرية، فقد أكد رئيس المكتب الولائي للاتحاد العام الطلابي الحر لـ”الفجر” أن هذه الصور غير مقبولة إطلاقا، وهي تحطم مجهودات جبارة بذلها مسؤولون أوفياء من أجل الرقي بالجامعة الجزائرية، هذا وقد كان لنا حديث مع بعض الطالبات المقيمات في الأحياء الجامعية بجامعة سطيف، وأوضحن أنهن جد غاضبات تجاه هذه الصور، لتتساءل إحداهن: ”لماذا لا ينقل هذا الإعلام الأمور الإيجابية، والتي هي كثيرة في هذه الأماكن التي أنجنبت عمالقة ونساء يشهد لهن التاريخ، فمن رحم هذه الأحياء تخرجت مربية الأجيال، فلا يمكن أبدا أن نقيس على بعض الشواذ     باعتبار أن كل منبر في المجتمع يحوي السلب والإيجاب”. من جهة أخرى، أشار مدير الخدمات الجامعية بجامعة سطيف، زواوي علاوة، أنه لم يعرف الأسباب التي تسعى إلى تحقيقيها هذه الوسائل بشطحاتها، مؤكدا أنه فرضا توجد مشاكل في الإقامة لكن لا تعالج بهذه الطريقة. وفند زواوي الذي قضى أزيد من 20 سنة في القطاع كل ما نقلته هذه الوسائل، قائلا بأنه لو كانت له بنت تدرس في الجامعة لأسكنها في الحي الجامعي لما له من دور كبير في تكوين المرأة القادرة على تحمل المسؤولية في المستقبل. وأكد المتحدث ذاته أن جل الإقامات بجامعة سطيف تحوي على مصليات، وهناك منابر دعوية ناشطة بقوة والنتائج جد مفرحة، وهناك أرقام تؤكد على تطور مستوى النشاطات الهادفة خلال السنوات الأخيرة. وتأسف زواوي كثيرا لهذه الصور التي بات يقدمها الإعلام الجزائري، قائلا ”كنا نحسبه شريكا اجتماعيا يساهم في إصلاح المجتمع بكل    أطيافه، لكن هذه الصور حقيقة ليست من شيم الإعلام الصادق الذي يقدم خدمات اجتماعية، ومكاتبنا مفتوحة على مصراعيها لجميع الوسائل الإعلامية، لكن غالبا ما نتفاجأ بتقارير تنشر أو تذاع في الإعلام بدون أن نعلم عنها شيئا، أين هو الإعلام الذي يأخذ وجهات   نظر كل طرف في القضية المعالجة من هذه التصرفات؟”

    سفيان خرفي

     طالبات جيجل يصرخن

    نرفض ممارسة السياسة بشرفنا وعلى الإعلامين كشف المشاكل الحقيقية

    اعتبرت العديد من الطالبات الجامعيات المقيمات بالإقامات الجامعية بتاسوست بجيجل في تصريح لـ”الفجر” أن ما عرض مؤخرا تجاوز خطير، باعتباره أثر سلبا على سمعتهن وشرفهن في أوساط المجتمع.

    وأشارت الطالبة سارة أن أغلب طالبات جيجل ملتزمات، وكل ما يهمهن هو التحصيل العلمي رغم الظروف المزرية والنقائص المسجلة في الإيواء والإطعام. 

    ومن جهتها زميلتها نوال تحدثت عن استيائها وقالت غاضبة أنها ترفض المتاجرة السياسية بشرف الطالبات وعلى الإعلاميين الاهتمام بالمشاكل الحقيقية التي تعاني منها الطالبات والنقائص المسجلة في مختلف الإقامات، كما طالبت بالقيام بربورتاجات سرية عن قضايا سوناطراك وقضايا الفساد والاختلاسات التي تعرفها جل القطاعات، أما ”سعاد. ب” فأوضحت بأن الإقامة الجامعية عبارة عن مجتمع مصغر، تجد فيه الصالح والطالح، حيث لا تنفي وجود بعض السلوكات اللاأخلاقية لبعض الطالبات المنحرفات. وأوضحت ”نريمان. م” أن هذه الضجة الإعلامية التشويهية أثرت على المقيمات في تحركاتهن اليومية، وقالت أن هناك أمورا تحدث صارت تدفعنا إلى التفكير في التوقف عن الدراسة، لاسيما بالنسبة للطالبات المتزوجات والمخطوبات حفاظا على استقرارهن الأسري.

    وأبدى عديد الأولياء ممن اتصلنا بهم امتعاضهم من هذه الخرجة الإعلامية والنظرة السلبية التي سوقها الإعلام عن الطالبات، والتي تضرب مصداقية المؤسسة الجامعية وتؤثر سلبا على المردود العلمي والتحصيلي للطالبات.

    ياسين بوغدة

     إقامات الطالبات بجامعة الحاج لخضر

    طالبات يصرخن: ”لا وجود للهواري بباتنة”

    عاشت الإقامات الجامعية للبنات بباتنة خلال اليومين الماضيين على صفيح ساخن، على خلفية ما بث من تشويه حولها، فجذوة القلق والخوف لم تغادر أولياء طالبات جامعة باتنة المقيمات، مثلما أكدنه لنا خلال استطلاعنا آراءهن وانعكاسات الروبورتاج على نظرة أوليائهن لظروف إقامتهن وما مدى أن يكن ”معنيات” كذلك في نظر الأولياء بما شاهدوه عن إقامة أولاد فايت، خصوصا وأن أغلب المقيمات بجامعة باتنة ينحدرن من ولايات مجاورة أو من بلديات الولاية ودوائرها.

    حركية غير مسبوقة وأولياء

     يسارعون لزيارة بناتهم بالإقامات

    وفي هذا السياق، أخبرتنا إحدى المقيمات بإقامة 2000 سرير للبنات بباتنة أن هواتف الكثيرات منهن لم تتوقف عن الرنين منذ بث التحقيق المذكور، حيث عكس ذلك تخوفات الأولياء من تسيب محتمل داخل الإقامة، فيما قالت أخرى أنها استشفت من زيارة أبيها المفاجئة تخوفه مما شاهده في التلفاز، وأكدت أن الإقامة شهدت خلال اليومين الماضيين تزامنا مع نهاية الأسبوع حركية غير مسبوقة وزيارات كثيرة من طرف الآباء والأمهات، جاؤوا للاطمئنان على بناتهم.

    وأضافت المتحدثة أنها وزميلاتها في الإقامة وجدن أنفسهن فجأة في قفص الاتهام، وشعرن أنهن مطالبات بالدفاع عن أنفسهن بكل الوسائل أمام الأهل وأمام نظرة المجتمع، وهو ما أثار استياءهن من طريقة معالجة الموضوع التي ساوت بين الطالبات الشريفات وما تحتويه الإقامات من المنحرفات أخلاقيا تحت غطاء التحرر والهروب من تضييق العائلة.

    ولدى حديثنا مع طالبة أخرى، كشفت أن زميلتها في الغرفة والمنحدرة من إحدى دوائر الولاية، قد تلقت أول أمس مكالمة من أمها تبلغها فيها تهديدات شقيقها الأكبر من أي ”تلاعب” تقوم به بعيدا عن البيت، مؤكدا لأمه أنه سيقوم بحملات مراقبة نحو الإقامة وجامعة باتنة بين الحين والآخر، بعد الذي شاهده عن إقامة العاصمة، حيث اقتنع إلى حد كبير أن الوضع يمكن إسقاطه على كل إقامات الطالبات في الجزائر، وتلك نظرة، تضيف محدثتنا، أضرت بهن كثيرا، حيث أن الأولياء والأشقاء ليسوا على درجة واحدة من الوعي، بل إن الكثيرين يتأثرون بسرعة بما يشاهدونه في وسائل الإعلام. اكتسح اسم الشخص الذي يقوم،  حسب التحقيق الصحفي، بنقل الطالبات ليلا من إقامة أولاد فايت إلى حيث يرغب أخلاؤهن ”الهواري” شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”

    طالبات: ”المنحرفات يمثلن قلة ”

    وأجمعت الطالبات اللواتي تحدثن إلينا، رغم كثرة من رفضن الحديث في الموضوع، أن بنات العائلات والمتربيات والشريفات هن الأصل داخل الإقامات الجامعية، دون أن نتناسى ما يحدث من انحرافات تكون بطلاتها طالبات العلم، غير أن هذه المجموعات من الطالبات تكون معروفة داخل الإقامات، ويمثلن نذرا قليلا بالمقارنة مع الفتيات اللواتي أتين لطلب العلم ولا شيء سواه، وهن يحافظن على سمعة أهلهن، بل وإنهن، حسب إحدى الطالبات، لا يعرن اهتماما لنيل الشهادة إذا كان ذلك على حساب السمعة والشرف. 

    وأضافت ”كان الأجدر بالمحققات الصحفيات أن يتحرين الموضوعية ولا يصورن إقامة جامعية على أنها بيت زنا، يصدر بائعات الهوى تحت جنح الظلام إلى الراغبين في المتعة”.

    الإمام شكيب سعيدي:  ”انحطاط الأخلاق مسؤولية مشتركة

    أفرد الشيخ شكيب سعيدي، إمام جامع أول نوفمبر، وهو أكبر مسجد بباتنة، جانبا كبيرا من خطبة الجمعة أول أمس لما أثاره التحقيق الصحفي من ردود فعل متباينة. وأكد الإمام أن هناك انحطاطا واضحا في الأخلاق على كل المستويات، ما يمكن تشبيهه بإعصار لم ينج منه صغير ولا كبير ولا أمي ولا متعلم، مؤكدا أن الانحطاط الأخلاقي مسؤولية مشتركة بدءا بالأسرة إلى المدرسة، ثم تكون مسؤولية العدالة بإرساء الردع ضد المخالفين والمنحرفين، ثم تقع المسؤولية على المسجد والإمام المطالب ببث التوعية والتربية الدينية وسط مرتاديه من أبناء الحي المطالبين كذلك بنقل ما يتلقونه في المسجد من تعاليم الإسلام السمحة إلى أسرهم، وتجسيد القدوة الحسنة لأبنائهم وبناتهم، حيث أن الأبناء، يضيف الإمام، لا يمكن أن نخاف عليهم خطر الانحراف إن وجدوا المنبت الطيب داخل الأسرة،      لأنهم أبناء الأسرة ثم أبناء المجتمع ويتفاعلون معه بالتأثير والتأثر بما ينعكس على تصرفاتهم.

    طارق. ق

    قال إن الروبورتاج محاولة لضرب تفوق المرأة في الجامعة

    اتحاد النساء الجزائريات  يستنكر استهداف الطالبات

    اعتبر الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات أن المادة التلفزيونية التي بثت نهاية الأسبوع الماضي محاولة أخرى لضرب المرأة الجزائرية، خاصة وأنها اصبحت تمثل 60 بالمائة من خريجي الجامعات، معلنا رفضه واستنكاره ”بكل قوة وشدة” الطريقة التي انتهجها  هذا العمل.

    وأفاد بيان صادر عن الاتحاد - تلقينا نسخة منه - أن تناول هذا الموضوع لم يعط ”اعتبارا لحساسية الوضع، وخاصة منه الكفاح الطويل الذي خاضته بلادنا لتمكين  الفتاة من التعليم، ودونما اعتبار لوضع آلاف الطالبات اللواتي سيجدن أنفسهن  في مشاكل مع النفسيات الهشة أو المتخلفة التي لم يترسخ لديها بعد أو لم تقتنع فعليا بحق الفتاة في التعليم، والحق في التمتع بثقة الأهل والمجتمع كسبا لمعركتها ضد الأمية والتخلف”.

    وتساءل البيان ذاته عن أهداف هذه الخرجة الإعلامية، مبينا أنه ”إذا كان طلب الإصلاح ومكافحة الفساد المجتمعي، فقد كان الأحرى التوجه بالملف للجهات المسؤولة للمطالبة بإصلاح الأمر، ودونما المساس بحق آلاف الطالبات البريئات الشريفات المجدات والمجتهدات في طلب العلم”.

    واعتبر البيان أن هذا العمل ”محاولة أخرى لضرب المرأة الجزائرية في محققاتها، في يوم أصبحت فيه الفتيات أكثر من 60 بالمائة من خريجي الجامعات، وكذا تشهير بالمرأة والفتاة الجزائرية، ومحاولة للمساس  بشرفها وعفتها وأخلاقها، وضربا للأمة بأكملها بكشف بعض حالات الفساد”، بل وصفه بأنه ”عنف آخر في حق المرأة” تحت غطاء حرية الصحافة.

    ق. و

    « EL WATAN DU 14/12/13LA DEPECHE DU 15/12/13 »

  • Commentaires

    Aucun commentaire pour le moment

    Suivre le flux RSS des commentaires


    Ajouter un commentaire

    Nom / Pseudo :

    E-mail (facultatif) :

    Site Web (facultatif) :

    Commentaire :